يعد جناح الصين في القرية العالمية بوابة تعبر من خلالها نحو التاريخ العريق لبلاد التنين ونهضتها وحضارتها العريقة. وترسم واجهة الجناح عبر هيئتها البديعة التي يطغى عليها اللون الأحمر، ملامح التراث المعماري الغني للصين، وتستقي إلهامها من سلالة تانج القديمة وأبرز المعالم التاريخية لمختلف الحقب والتي تشمل أبراج قوانغتشو ومعبد دينغوي في منطقة سوتشو في الصين، أما في الداخل فتتوزع مجسمات الجنود الشجعان ومجسم التنين في أرجاء الجناح.
ويستقبلك عند البوابة مضيفين يرتدون الزي الصيني التقليدي الذي يمثل أسلوب سلالة هان ويطلق عليه ثوب “هان فو”، ويحتوي على عناصر يتم ترتيبها بطريقة مميزة ومحددة تتألف من الياقة (جياو لينغ) وطية الصدر وحزام الخصر.
وعند دخولك الجناح يبهرك الركن التراثي بتصميمه الخلاب الذي يجسد الينابيع المنعشة والقمم الصخرية لحديقة الغابات الوطنية تشانغجياجيه في شمال مقاطعة هونان، وهي واحدة من المنتزهات ذات المناظر السياحية الخلابة وأحد المقاصد السياحية الشهيرة في الصين ويطلق عليها أيضاً جبال فينكس، علاوة على ذلك يستعرض الركن التراثي صور وتماثيل من الأوبرا الصينية والفوانيس السحرية والتنين الصيني التقليدي الذي يرمز إلى السلطة والحكمة وحسن الحظ.
كما يضاهي الديكور الداخلي للجناح في جماله التصميم الخارجي، فهو يأتي مستوحى من العمارة الصينية القديمة لمدينة بكين، ويتجلى ذلك عبر الزخارف التقليدية المحيطة بالمحلات والسقف الخشبي المثبت على الأحجار، وتعم الجناح أجواء مشابهة لدولته من حيث الحركة التجارية الدؤوبة والمنتجات المتنوعة بدءاً من الملابس وصولاً إلى الأجهزة الكهربائية ولعب الأطفال وأدوات الديكور المنزلي، والعطور وأدوات التجميل. ونظراً لما تتمتع به الصين من سمعة واسعة في زراعة اللؤلؤ بالأحواض المائية، فإن الجناح يعرض منتجات اللؤلؤ على اختلاف أنواعها والتي تشهد اقبالاً كبيراً.
وتعد الأصناف المتنوعة من الشاي الفاخر من أبرز المنتجات في الجناح، حيث أنّ شرب الشاي في الصين فن أصيل له طقوسه الخاصة، وتختلف أنواع الشاي فمنه الأسود والأبيض والأخضر، كما تتوفر منه أصناف بنكهات غير تقليدية مثل الياسمين، وتختلف طرق تقديمه بحسب المناطق، حيث يتم إعداد أوراق الشاي عبر التجفيف والتبخير مما يجعلها متفردة.
ولا تكتمل متعة شرب الشاي دون أواني التقديم، لذا يوفر الجناح تشكيلة واسعة من الأباريق والأكواب المزينة، ولكل نوع من الشاي أواني خاصة به وذلك نظراً للمواد المستخدمة والتي تؤثر على النكهة والمذاق فتجعلها أغنى وأفضل.
كما تشتهر الصين بعروض الألعاب البهلوانية الاستعراضية العالمية، ويستضيف
الجناح عروض يومية مذهلة تؤديها فرق وأفراد محترفين من مقاطعة خبي المعروفة بـ “موطن فرق الألعاب البهلوانية” منذ ألفي سنة، وتتفرد العروض بالحركات البهلوانية الصعبة التي تخطف الأنفاس وتشمل الجمباز وأداء التوازن على الأيدي والحركات الإيقاعية، وعرض اليويو الصيني الذي يطلق عليه “ديابولو” والعروض البهلوانية على الكراسي.
ويقول تشانغ جيان المحترف في الألعاب البهلوانية: “لقد جئت من مكان تعد فيه الألعاب البهلوانية جزءاً لا يتجزأ من التراث. واليوم فإني أقوم بهذه المهنة منذ أكثر من 24 عاماً، وعبرها أتيحت لي فرصة السفر حول العالم لتأدية العروض البهلوانية. تعد هذه مشاركتي الأولى في القرية العالمية، وإني سعيد أن أتمكن من تقديم مهاراتي الاحترافية أمام جمهور عالمي، ويعد أمراً مدهشاً أن تتمكن القرية العالمية من جمع ثقافات العالم تحت سقف واحد.”
وإلى جانب جناح الصين، تحتضن القرية العالمية في موسمها الحادي والعشرين ثقافات أكثر من 75 دولة متمثلة في 30 جناح، كما تقدم تجارب تسوق فريدة وأنشطة ثقافية وفعاليات ترفيهية متجددة كل يوم حتى 8 أبريل 2017.
You must be logged in to post a comment.