من عائلة سورية لاجئة في هولندا لمقعد في البلدية
فازت السورية الهولندية (محار فتّال) ابنة الأربعة وعشرين عاماً في الانتخابات البلدية الهولندية التي تم إجراؤها منتصف شهر مارس /آذار 2022، في نجاح جديد يضاف إلى اندماج السوريين في دول اللجوء والمهجر.
وحصلت محار التي ترشحت عن حزب اليسار الأخضر على مقعد في مجلس بلدية مدينة أوتريخت رابع أكبر المدن الهولندية، لتفوز بأحد المقاعد ال خمسة وأربعين التي تضمنت ثلاثة وعشرون عضواً جديد.
وحول خططها للمستقبل خصوصاً إزاء اللاجئين السوريين وغيرهم من القادمين الجدد الذين يعانون من عنصرية بعض الشركات، قالت محار في حديث خاص لموقع “تلفزيون سوريا”: “يجب أن نكافح بقوة ضد التمييز في سوق العمل، أسمعُ الكثير من القصص من أشخاص لم تتم دعوتهم حتى لإجراء مقابلة العمل في شركة، لأن اسمهم الأخير يبدو أجنبياً”، وأضافت مستطردة: في الواقع، تتم دعوة الأشخاص الذين يحملون اسماً هولندياً وكانوا في السجن أكثر أربع مرات من الأشخاص الذين يحملون اسماً عربياً، نحن بحاجة إلى معالجة ذلك.. على سبيل المثال، من خلال إرسال أشخاص يتقدمون بطلبات توظيف وهمية لدى الشركات لمعرفة ما إذا كان هناك تمييز، ثم نفرض غرامات عالية على الشركات التي تمارس التمييز”، مؤكدة أنه “يجب على البلدية أيضاً إنهاء التعاون مع الشركات التي تمارس التمييز”.
وأشارت محار إلى أن “حزب اليسار الأخضر التزم دائماً بالاندماج الجيد الذي يلبي رغبات الأشخاص الذين يندمجون”، مضيفة “نقدم في أوتريخت أكبر قدر ممكن من التوجيهات في البلدية، على سبيل المثال عند بحث القادمين الجدد عن مدارس اللغة أو المساعدة في العثور على تعليم أو دراسة أو وظيفة والتعاون مع منظمة مساعدة اللاجئين بحيث يمكن لجميع القادمين الجدد الحصول على مدرب أو صديق لغة، ولفتت الفائزة بالمقعد البلدي إلى أن الحزب يريد أن يواصل تعزيز هذا التعاون في السنوات القادمة.
وعن رأيها بالازدواجية التي تُتهم بها الدول الأوروبية عموماً وهولندا خصوصاً إزاء استقبال اللاجئين قالت محار “يسعدني أن أرى أن الهولنديين يرحبون باللاجئين الأوكرانيين.. هذا ضروري في الأزمة التي نمر بها حالياً، لكن في الوقت نفسه، أشعر بالحزن لأن تلك الأذرع المفتوحة لم تكن موجودة في أي مكان عندما فرّ أقاربي إلى هولندا عام 2015، وعبّرت محار عن أملها بأن يستمر في المستقبل تفهم سبب مغادرة اللاجئين لبلدهم والتضامن معهم الذي يعبر عنه كثير من الهولنديين، كما قالت “آمل أن يكون هذا هو الوقت الذي نضع فيه سياسات لجوء إنسانية وعادلة لجميع اللاجئين بغض النظر عن المكان الذي جاؤوا منه.
(محار) ولدت وترعرعت في هولندا بعد وقت قصير من قدوم والديها اللذين وصلا إلى هولندا كلاجئين سياسيين هرباً من أحداث ثمانينيات القرن الماضي في سورية التي قمعت بالحديد والنار من قبل النظام الحاكم، وفي بداية الثورة السورية كانت محار ناشطة في مجل العمل الإغاثي حيث كانت تجمع الملابس للاجئين السوريين في الأردن وتركيا كما شاركت مع والديها في عدة مظاهرات داعمة لثورة السوريين ضد نظام الأسد.
خلال الانتخابات البلدية، ترشح ستة سوريين بينهم ثلاثة من القادمين الجدد، حيث ترشح إضافة إلى محار كل من الهولنديين من أصول سورية عبد الرحمن الحسن عن حزب D66 في بلدة زوندرت و”سومر شعبان” أيضاً عن ذات الحزب في بلدية هورن.
كما شارك ثلاثة من القادمين السوريين الجدد وهم السوري الفلسطيني عبد السلام عباس عن حزب دنك في بلدية سخيدام وآلاء الحاج حسين عن قائمة مدينة “بابندريخت” المستقلة في بلدية بابندريخت جنوبي البلاد، إضافة إلى مجد عبد الله عن قائمة حزب “هوغفين للمصالح البلدية في بلدية هوغفين، ولم يحالف الحظ السوريين الخمسة في الانتخابات، وشهدت الانتخابات مشاركة عدد من اللاجئين السوريين المقيمين في هولندا لأول مرة في التصويت بالانتخابات البلدية التي تم إجراؤها الشهر الماضي.
تثري هذه التجربة الديمقراطية التي هي لربما الأولى من نوعها التي يخوضوها على حدِّ سواء المرشحون أو المنتخبون بدون تسلط الأجهزة الأمنية والخوف من تصويت حقيقي خوفا من التيه في غياهب السجون، وطبعاً هو عدم المعرفة المسبقة بمن سيفوز كما درجت العادة.