الأنشطة والتجارب السياحية عالمياً
تصل قيمة سوق الأنشطة والتجارب السياحية عالمياً إلى 183 مليار دولار أمريكي بنمو ملحوظ بلغ 35% في السنوات الخمس الأخيرة في الوقت الذي تواصل فيه هذه الأنشطة جذب مختلف الأجيال من المسافرين والسياح خاصة اتجاهات السفر الجديدة لجيل الطفرة السكانية والجيل إكس وجيل الألفية
أصبح المسافرون من مختلف أنحاء العالم والذين ينتمون إلى جميع الأجيال يمتلكون اهتماماً مشتركاً في الأنشطة والتجارب السياحية، التي باتت تلعب دوراً مؤثراً وفي أغلب الأحيان تقود اتجاهات السفر الخاصة بهم. جاء ذلك وفقاً للبحث الجديد الصادر عن “إكسبيديا جروب ميديا سوليوشنز”.
ويؤكد البحث أن مفهوم التجارب الثقافية والتجارب التي يقوم بها المسافرون مرة واحدة في العمر، كذلك استكشاف وجهات جديدة والقيام بالأنشطة التفاعلية تم تصنيفها من قبل جميع الأجيال على أنها أعلى بكثير من القيمة أو الأسعار المخفضة التي يحصلون عليها.
على الرغم من أن جميع الأجيال تبحث الآن عن أنشطة وتجارب سياحية متنوعة، إلا أن ما يجعل السوق أكثر تعقيداً هو التفضيلات والمتطلبات الفردية للمسافرين والسياح لكل جيلٍ على حدة، وهو ما يشكل تحدياً حقيقياً للمسوقين الذين يحاولون التعامل مع هذه المتغيرات وتلبية رغبات المسافرين.
وفي ضوء هذه المتغيرات، بات هناك تحديد لأحدث المفاهيم في قطاع الضيافة، والاتجاهات المرتبطة بالسياحة الثقافية وتأثيرها المستقبلي في الاقتصاد الصحي والسياحة المسؤولة على مستوى الأجيال وتوجهاتهم في السفر والسياحة، نلحظ أن جيل الطفرة السكانية المولودين بين عامي 1946 و1964 لا يهتم بالميزانية بقدر اهتمامهم بمشاهدة المعالم السياحية والثقافية والفنية والتراثية، في حين يخطط نحو 40% من السياح الأمريكيين لقضاء إجازاتهم وعطلاتهم في الأماكن التي تشتهر بالمأكولات والمشروبات. وبشكلٍ عام، يبحث هذا الجيل بشكلٍ رئيسي عن السلامة والأمان والخدمات، في حين يفضل المتقاعدون الاسترخاء في الأماكن الهادئة وتجنب رحلات السفر الطويلة عموماً.
أما المسافرون من “الجيل إكس” الذين تتراوح أعمارهم الآن بين 40 و56 عاماً، فهم أقل الأجيال سفراً نظراً لانشغالهم الدائم في العمل في الشركات وقيادتهم لها، حيث يتبوأ هذا الجيل نحو 50% من المناصب القيادية والعليا في مختلف الشركات والمؤسسات في مختلف أنحاء العالم. على هذا النحو، يعمل الأفراد الذين ينتمون إلى هذا الجيل إلى إيجاد التوازن بين العمل والحياة ويفضلون قضاء العطلات المريحة التي تساعدهم على التخفيف من التوتر وضغوطات العمل. ومن المثير للاهتمام، أن 25% من الجيل إكس يتقبلون الكلام الشفهي في اتخاذ القرارات، وتجدهم ينجذبون بشكلٍ خاص إلى التجارب الثقافية. وفي هذا الإطار، أبرز البحث الصادر عن إكسبيديا أن 70% منهم يستمتعون بزيارة المتاحف والمواقع التاريخية والأثرية والمعارض الفنية.
وبالانتقال إلى “الجيل واي” أو كما يعرف اصطلاحاً بجيل الألفية وهم الأفراد ممن تتراوح أعمارهم الآن بين 25 و39 عاماً، نجد أنه ينتزع بلا أدنى شك لقب أبطال السفر المتكرر مع امتلاكهم مهارات وخبرات عالية ويبحثون عن كل ما هو جديد. يتطلع جيل الألفية إلى المغامرات والتنوع في تجارب السفر، وعلى الرغم من حرصهم فيما يتعلق بالجانب المادي والميزانية، إلا أن هذا الجيل يمثل أكبر سوق من حيث العائدات.
ضمن هذا السياق، خلصت الأبحاث الصادرة عن “إيبسوس” في شهر سبتمبر 2018 إلى أن 25% من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ينتمون إلى جيل الألفية، وأن 97% منهم يستخدمون الإنترنت، في حين أن 95% منهم ينشطون على منصة واحدة على الأقل من منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ويشارك نحو 78% المحتوى بشكلٍ أسبوعي، في الوقت الذي يتفاعل فيه 74% منهم عبر الإنترنت مع علامة تجارية ما، ويبحث 64% دائماً عن أفضل العروض والصفقات المتاحة. قد يرتبط هذا الأمر بحقيقة أن 41% من جيل الألفية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يشعرون بالإرهاق من الأعباء المالية، وأن 70% فقط ممن هم في سن العمل يعملون بالفعل.
ويراقب خبراء السياحة والسفر أحدث الاتجاهات الناشئة المرتبطة بأجيال المسافرين والمتمثلة في “جيل ألفا” وهم أطفال جيل الألفية. وحسب “سكيفت”، سيبدأ هؤلاء الأطفال من مواليد ما بعد عام 2010، في اتخاذ ترتيبات السفر الخاصة بهم قبل نهاية هذا العقد بفترة طويلة، وهناك اعتقاد بأنه من المتوقع أن يكونوا أكثر زعزعةً لمفاهيم وتجارب السفر من آبائهم”.
أخيراً، ينفق “الجيل زد” المولود بين عامي 1996 و2010 أي الذين تراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 24 عاماً، نحو 11% من ميزانية السفر الخاصة بهم على الأنشطة والجولات السياحية أعلى من أي جيل آخر، وذلك حسب البحث الذي أجرته إكسبيديا. ما يميز المسافرين ضمن هذا الجيل الأكثر انفتاحاً عن الأجيال الأخرى هو أن حوالي 90% منهم يستمدون أنشطتهم من أقرانهم وأصدقائهم على منصات التواصل الاجتماعي، في حين أن 70% منهم منفتحون على الأفكار الجديدة والإبداعية. وباعتبارهم أفراداً رقميين حقيقيين، فإنهم يفضلون البحث والتخطيط وإجراء حجوزات السفر الخاصة بهم عبر هواتفهم الذكية، كما أنهم توّاقون إلى تجارب جديدة وحقيقية وفريدة من نوعها.
في ضوء هذه الاتجاهات الجديدة التي تواجه المسوقين وقدرتهم على تلبية رغبات المسافرين من مختلف الأجيال، وسيتمحور العمل على كيفية تعامل الفنادق والوجهات ومعالم الجذب ومشغلي الرحلات مع هذه المتغيرات وتقديم باقات وخدمات وعروض تناسب مختلف الأجيال. كما ستطلق دبي خلال سوق السفر العربي 2020 القادم ولأول مرة منتدى أرايفال دبي لاستكشاف الجيل القادم من الاتجاهات والابتكارات للأنشطة السياحية ضمن الوجهة الواحدة، وللتطرق إلى الفرص المختلفة التي يوفرها هذا القطاع.
You must be logged in to post a comment.